
هل من شيم النخب الصمت أمام التحديات ؟
نشرت في المرة السابقة مقالا بعنوان “عذر أقبح من ذنب” تناولت فيه عذر الناطق بإسم الحكومة الموريتانية الذي قدمه في الندوة المنظمة بموريتانيا وأساء فيها دكتور وبرلماني مغربي سابق الى بلدنا بقوله : “هل تسمح موريتانيا بقيام دويلة في شمالها ؟ … مردفا لماذا لا تحذو موريتانيا حذو إسبانيا وفرنسا ؟ في إشارة الى تبني مقترح الحكم الذاتي والإعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية .
هذه النبرة المسيئة الى بلدنا والى حق شعبنا في تقرير المصير ، التي إستعملها هذا المحاضر المغربي من على التراب الموريتاني ، لم تحرك ساكنا فينا على الأقل كصحفيين وإعلاميين ونخبة مثقفة ، للرد بصفة غير رسمية ومن باب الغيرة على دولتنا وكياننا الذي هو ثمرة نضال مرير وتضحيات جسام .
المؤسف هو أن ينزل الطير على رؤسنا وأن نعذر من يدعي إنتهاج سياسة الحياد الإيجابي بيننا وبين الإحتلال المغربي ، فمنذ متى تساوت الضحية والجلاد في منطق العدالة ؟
من هنا أريد أن أقول أنه لا يجب علينا الرضا بالقليل ، بمعنى أنه يجب أن يكون هذا الحياد الموريتاني متساوي الأركان بيننا والمملكة المغربية ، وفي هذا الإطار لا يجب أن نسمح لمن يعترف بدولتنا كما يعترف بالدولة المغربية ، أن يمن علينا بمجرد الإعتراف ، فالدولة الصحراوية قائمة ولها الحق في فتح سفارة وقنصلية بموريتانا إذا كان هذا الحياد إيجابيا بمعنى الكلمة وليس عبارة تكررها السلطات الموريتانية على مسامعنا لحاجة في نفس يعقوب .
ألا تربط الدولة الصحراوية بالدولة الموريتانة علاقات سياسية وأخوية تبرر وجود سفارة لنا بها على غرار العديد من الدول وطبقا لما تمليه القوانين والأعراف في العلاقات بين الدول ؟
ألا نمتلك جالية كبيرة بالقطر الموريتاني تستدعي منا فتح قنصلية ترعى شؤون مواطنينا المقيمين والزائرين لها ؟
لماذا لا نحلل مضمون هذا الحياد الأعرج وحقيقة هذا الميزان الذي تزن به موريتانيا صراعنا مع الإحتلال المغربي وتجعل كفة هذا الأخير ترجح على كفتنا ونحن أصحاب قضية عادلة بحكم قوانين ومواثيق وقرارات الشرعية الدولية ؟
لماذا نخشى في قول الحقيقة لومة لائم ؟
أظن أننا كإعلاميين ، صحفيين ونخب في حاجة ماسة الى إستنهاض الضمير وإثارة الغيرة على قضيتنا الوطنية العادلة وعلى حق دولتنا في الوجود بكل المقاييس المعارف عليها في إطار العلاقات الدولية حتى وهي في المنفى .
ألا يفترض فينا كنخبة أن نكون غرفة لتحليل مختلف المعطيات والسياسات ذات الصلة بقضيتنا الوطنية ، والبحث في كل ما قد يفيدها ويعزز مكانة دولتنا الدولية ؟
لقد آن لنا إن نعلم بان السكوت على الحق باطل مهما تكن التخوفات والمحاذير .
كل ما أتمناه أن تكون رسالتي إليكم أيتها النخب المحترمة مبعثا على صحوة الضمير وعلى النظر في أفق أوسع ، وألا تكون مجرد صيحة في وادي .
ماهو أصديك ألما جابو أرغاها.
محمد حسنة الطالب