
عذر أقبح من ذنب
موقف موريتانيا من القضية الصحراوية سمعناه رسميا ونسمعه دائما ، ولكن أن يتهجم دكتور محاضر وبرلماني مغربي سابق من أرض موريتانيا على الدولة الصحراوية واصفا بالقول “كيف تسمح موريتانيا بإقامة دويلة على حدودها …. أما آن لها أن تحذو حذو فرنسا وإسبانيا … ”
هذا الكلام لا يستقيم حتى وإن حاول الناطق بإسم الحكومة الموريتانية اللف والدوران وتبريره في سياقات مختلفة كالنشاطات الإعلامية والفكرية التي لا تأخذ طابعا رسميا وكحرية الرأي والتعبير وما الى ذلك .
هناك نزاع عمر طويلا في الصحراء الغربية بين المملكة المغربية والجمهورية الصحراوية ، ويقتضي حياد موريتانيا الإجابي ألا تكون مسرحا للشد والجذب وبث السموم من خلال القيل والقال ، مثل هذه التصرفات التي تتجاوز حدود اللباقة والإحترام من شأنها أن تؤزم الأمور وتجعلها تأخذ منحنى تصعيديا قد يجعل موريتانيا تقع في حرج يوما ما .
لذلك أود أن أذكر الناطق بإسم الحكومة الموريتانية بأن اللوبي المغربي والطابور الخامس الضاغط على توجهات موريتانيا – التي يجب أن تتماشى ومواثيق وقرارات الشرعية الدولية – والمسيئ لبلاد شنقيط ولتاريخها العريق ولسيادتها الوطنية وقراراتها ومواقفها السياسية ، لن يجرها إلا الى ما لا تحمد عقباه .
لقد آن لموريتانيا أن تكون مهابة في سياستها الخارجية ، وحريصة على سيادتها الوطنية وفاعلة بقراراتها وحاسمة في مواقفها وألا تخشى في صد المؤامرات وفضح الأطماع التوسعية ضغوط أو تهديدات كائن من كان .
فمن ذي الدولة التي وجدت في المملكة المغربية خيرا لم يجده الشعب المغربي المطحون ؟
أي دولة من دول المنطقة سلمت من خبث ومؤامرات النظام المغربي وخيانته ؟
أي دولة من دول المنطقة تثق اليوم في النظام المغربي المطبع في مختلف المجالات مع إسرائيل، والساعي الى تعزيز وجودها وفرض هيمنها وزعزعتها للمنطقة .
ألا يكفي من عمت أبصارهم سماع أنين وآهات إخوتنا في قطاع غزة وفي الضفة الغربية من فلسطين .
ألم تر السلطة في موريتانيا بأن المغرب يكن كل الوفاء لإسرائيل بينما يحشد كل الحقد والضغينة للأشقاء؟
أبعد هذا كله يمكن أن تستقيم أواصر المحبة والإخاء معه ؟
بقلم : محمد حسنة الطالب