في اليوم العالمي لحقوق الإنسان متى ينال الشعب الصحراوي حقوقه المشروعة في ظل استمرار الاحتلال؟
منظمة شمس الحرية لحماية المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان
تحتفل البشرية في العاشر من شهر كانون الأول/ ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وفي عام 2024 م، يكون قد مضى أربعة وسبعون عاماً على تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948. ومع مرور هذا الوقت الطويل، تتواصل معاناة ملايين البشر بسبب استمرار الظلم والاستبداد والصراعات المسلحة وتفضيل الدول للمصالح على الانتصار للقيم التي كفلها الإعلان العالمي.
ويعيش الشعب الصحراوي معاناة مركبة جراء استمرار الاحتلال وسياساته التي تضطهد الصحراويين في المدن المحتلة، وتسعى لحرمانهم من أبسط حقوقهم، حيث تمارس سياسة التمييز ضدهم من خلال الاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم وبيعها أو منحها للعديد من الدول الأجنبية، وهدم المنازل والأكواخ والخيم في البوادي الصحراوية. كما تواصل توسعة وإنشاء مستوطنات تستولي خلالها على الأراضي، كما هو الحال في “البلايا” والعديد من الأحياء في العيون المحتلة بمنطقة “الربيب” وما طلق عليه “لكويز” في السمارة المحتلة، إضافة إلى ما تمت تسميته “قرى الصيد” ببوجدور والداخلة المحتلتين، وتثبيت المغاربة داخل الأراضي المحتلة ومنحهم العديد من الامتيازات والمساعدات على حساب السكان الصحراويينكما تستمر انتهاكات حقوق الإنسان، مثل قمع المظاهرات السلمية باستخدام القوة المفرطة، وحصار المدن المحتلة، ومنع المنظمات الحقوقية الدولية من زيارة المنطقة.
ويرزح الصحراويون في المدن المحتلة تحت وطأة معاناة متواصلة وانتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي، من بينها الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على المدن المحتلة، ومنع المنظمات الحقوقية الدولية من زيارتها والاطلاع على واقع حقوق الإنسان بها. وتتفاقم معاناة الصحراويين بسبب التدهور الاقتصادي والاجتماعي المتسارع، نتيجة سياسات الاحتلال المغربي، حيث تتسع ظاهرتا البطالة والفقر بشكل غير مسبوق، حيث وصل عدد حملة الدبلومات والشهادات العليا العاطلين عن العمل إلى أكثر من 10 آلاف معطل صحراوي.
إن منظمة شمس الحرية لحماية المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان تؤكد أن هذه الممارسات لا تخرج في جوهرها عن كونها ممارسات لدولة الاحتلال التي تسعى إلى تفتيت وتشتيت الشعب الصحراوي، وانتهاك كرامته المتأصلة التي يؤكد عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وتشدد المنظمة على أن ممارسات الاحتلال المغربي اليومية تحول دون تمتع الشعب الصحراوي بالمبادئ الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتي تحمي حقوق الإنسان وكرامته، وحق الشعوب في تقرير مصيرها وفي التحرر من الاستعمار والاضطهاد، وتمكن البشر من التمتع بحقوقهم التي كفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وبناءً عليه، تطالب منظمة شمس الحرية لحماية المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته وواجباته القانونية والأخلاقية تجاه المواطنين الصحراويين في المدن المحتلة، وضمان عدم إفلات المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة والممنهجة من العقاب والمساءلة، وتوفير العدالة والإنصاف وجبر الضرر للضحايا. كما تجدد دعوتها إلى إنهاء الاحتلال المغربي وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقوقه المشروعة، ولا سيما حقه في تقرير مصيره.
عن المكتب التنفيذي لمنظمة شمس الحرية لحماية المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان.
حرر بالصحراء الغربية بتاريخ 10 ديسمبر.