دَيْدَّا … مااجملك من اسم .
دَيْدَّا (بتسكين الياء وتشديد الدال الثانية)، اسم شائعٌ في مجتمعنا الصحراوي الأصيل المحافظ، كغيره من الأسماء الجميلة الاي تطلق على الجدات والاجداد في الصحراء الغربية، والتي تتردد كثيرا على السنة الأحفاد، ومسامع الأبناء، دَيْدَّا ودَادَّة ومَامَّة ونَيْنَّة والنَّاهْ والدَّاهْ واَبَّاه وغيرها من الأسماء الرنانة الجميلة التي تعبر عن أسمى معاني الاحترام والتقدير.
وتتنوع اسماء الجدات اكراما وتقديرا وتسهيلا لنطقها عند صغار ابناء الأبناء والبنات حيث تجد الجدة، تتجاوب مباشرة عند مناداتها بذلك الاسم الرنان الموسيقي الجميل.
جدتك تحب أن تناديها بذلك الاسم، والذي تعتبره في نفسها اسم دلع مميز، يميزها عن باقي افراد العائلة، اسم تتفرد به بين النساء والرجال، تنتظر من يناديها به، وتتشوق إلى سماعه، عندما ينساب على شفتي احد احفادها، ويتسلل إلى مسامعها، لتستجيب مرددة بيت شعر، او دعاء، أو جملة موزونة القافية (تحجليبة)، لحفيدها أو حفيدتها.
وتحب الجدات الصحراويات، التنبؤ بجنس الجنين من احفادها، ومن مسؤولياتها اختيار الأسماء المناسبة من الوسط العائلي، لضرب الحظ بينها، والاسم الذي يقع عليه الاختيار مرتين او ثلاثة من ضمن سبعة اسماء مختارة، يصبح اسم الوليد او الوليدة.
يوصي خبراء علم الاجتماع وعلم النفس، بضرورة المساوات في تعامل الاجداد مع احفادهم، وذلك من اجل عدم تفضيل احدهم على الاخر، وهذا الأمر صعب جدا، وغالبا ما يكون هناك احد الاحفاد له افضلية الى حد قد لا تكون ظاهرا للعيان، الا انه قد يوصف احيانا في المجتمع الصحراوي(بزغبة لخنافر ) وهو تعبير عن الافضلية.
يعتبر تواصل الاجيال وهو العلاقة التي تجمع الاجداد بالأحفاد، وهي علاقة تعود بالنفع الى كلا الطرفين، فالاحفاد هم امتداد طبيعي للاجداد ومصدر سعادتهم، وفخرهم في الحياة.
وتتجلى تلك السعادة في اطلاق ذلك الاسم الجميل ذو الايقاع والرنة (دَيْدَّا)(الدَّاهْ).
بقلم بلاهي ولد عثمان