العلاقات الاسبانية المغربية الفرنسية.
لا يمكن جدلا ان نربط بين العلاقتين لاختلاف اسس بناء توجهات كل بلد وارتباطه بمملكة المصلحة السلطوية العلوية اعتبارا من كونها تخدم المصالح الموسعة للحاشية العلوية فوق معاناة الشعب المغربي.
وكون هذا الموضوع يشغل بال الكثيرين ويجهله ضعف ذلك العدد كان لابد والزاما الخوض فيه وجعله اكثر اوضوحا وشفافية, فبرجوعنا الى التاريخ نجد المملكة الاسبانية والدولة الفرنسية لهما نفس الواجهة من حيث المصالح الاقتصادية والمصالح الجيو سياسية غير ان فرنسا تسبق المملكة الاسبانية بخطوة السيطرة السياسية المبنية على التبعية السلطوية تحت غطاء الحماية وهذا ما عملت على ترسيخه في اغلب مستعمراتها .
اما اسبانيا فهي الضعيف المتماسك الذي يبحث عن حفظ ماء الوجه تحت غطاء المصالح الاقتصادية ومحاولة تمرير مخططات التحيز السياسي حتى ولو كان ذلك عل حساب تقزيم سياستها الخارجية .
وكلاهما اي اسبانيا وفرنسا تتبنى سياسة التنوير الداخلي واحكام قبضة الارضاء المعيشي للقاعدة الشعبية مع الاحتفاظ بارساء تمتين قبضة السلطة واستخدامها في مصلحة البقاء للاقوى
من هنا نجد كلتا الدولتين لهما المصلحة في توطيد العلاقات مع السلظة الملكية في المغرب لمعرفتهما باحلام التوسع التي تراود سلاطين وملوك مملكة المخزن والتقرب منها :
اولا : كونها الاقرب جغرافيا.
ثانيا : مفتاح بوابة شمال غرب افريقيا والمحيط الاطلسي.
ثالثا : الرغبة الجامحة للملكة المغربية في التوسع على حساب الدول الافريقية المستضعفة.
رابعا : تسهيل تمرير ماتوفر من مخزون انتاجي تعجز الدولتان عن تسويقه في السوق العالمي.
خامسا : ما يشكله التقارب الحدودي من تهديد في مجال ترويج المغرب لمنتجاته غير القانونية كالقنب الهندي.
سادسا : يشكل المغرب اكبر بوابة مفتوحة على اوروبا للهجرة غير الشرعية مما جعل فرنسا واسبانيا تحتاطان للتغلب بالمساهلة السياسية ( سياسة اگبيظ لخلاگ)مع المملكة المغربية لتقليل تسرب الاعداد الهائلة من المهاجرين الاجانب.
سابعا : تعتبران سياسة مدريد الشيطانية في تمرير اتفاقية مدريد الثلاثية لاحتلال المغرب للصحراء الغربية نقطة تحول ارست قاعدة النهب وتمرير صادرات الانتاج الى القارة الافريقية مع التقليل من تكاليف الاستراد من الدول الاوروبية المجاورة وحتى من القارة الامريكية لحصولهما عل الممرات البرية والبحرية بموجب سياسة صداقة يتحكم فيها جانبي الوصاية والضغط.
فاما الوصاية فهي التي تتخذها فرنسا منذ ثلاثينيات القرن الماضي، واما الضغط فهو سياسة المملكة المغربية على قرينتها الاسبانية بما ذكرناه انفا.
وعليه فان وعي القارة الافريقية بمخاطر المملكة المغربية ثبت استدراكه والعمل على تضييق ممرات الجشع الاستعماري المتجذر وتحرير رقاب الشعب المغربي من غطرسة الظلم والاستبداد الممارس عليه منذ مئات السنين سيفتح للقارة الافريقية مجال التعاون المبني على المصداقية وتقارب الافكار والمصلحة الموحدة وبناء جدار الهيبة المفقودة.
ان قوة القارة الافريقية لا يمكن ان تتجلى الا اذا ادركت مخاطر البوابة البحرية والبرية اللتين يستغلهما المغرب في اغراق القارة الافريقية بشتى صنوف التخريب والمغالطات السياسية والاقتصادية.
بقلم : محمد لمين علال