22 سنة على رحيل مثقف مختلف لسوء حظ جيلنا التائه ان فاته مرافقة نخبوي من وزنه.
يقال ان المثقف الحقيقي هو الشخص الذي يفقد بالفعل روحه قبل حتى أن يموت، لكنه يصبح عقلا، عقلا باقي الى الابد ..
اليوم تمر 22 سنة على رحيل المناضل المثقف فاضل إسماعيل، جيلنا لا يعرفه إلا عن طريق كتاباته، الكتب والمقالات والحوارات الراقية المتلفزة التي خلف وراءه، ومن المدهش أن يترك الإنسان من بعده إرثا من هذا النوع في زمن إزدراء الكتابة والكتاب، زمن السخرية من الثقافة والمثقفين، زمن السخط على أي شكل من أشكال الحوار الحضاري حين يتخذه الإنسان الثوري كنموذج من نماذج التعبير ولكن أيضا من أشكال النضال من أجل الحرية ومن أجل خلق مجتمع ناضج ومتحضر، الحوار الحضاري المحترم بينك وبين مجتمعك وبينك وبين خصومك وحتى أعداءك.
آمن فاضل إسماعيل وهو الوزير والدبلوماسي، آمن بالحبر كسلاح فعال في النضال من أجل التحرر فخاطب بالقلم أبناء شعبه ولكن أيضا كان واحدا من قلة قليلة من نخبنا وسياسيينا ومثقفينا التي تجرأت وخاطبت نخب وأبناء الشعب المغربي.
فاضل إسماعيل الذي رحل ذات فجر وهو يزاول مهامه الدبلوماسية بعاصمة الضباب لندن لم يكن ضبابيا في أي يوم من الأيام ذلك أن الكتاب والمثقفين يخطون مواقفهم بالحبر أحيانا وبالدماء أحيانا أخرى وكلاهما توقيع واضح جلي وشجاع لا يموت بل يبقى حتى من بعد رحيلهم، يبقى الى الأبد.
رحمه الله الكاتب والمثقف فاضل اسماعيل، الوزير والدبلوماسي والمناضل المختلف.
عبداتي الرشيد