ذكرى 20 ماي طلقة الحرية…
حمدي حمودي
من المنتظر أن تحتضن نواكشوط قمة إفريقية، هي الثانية للاتحاد الأفريقي خلال عام 2018، وذلك في الفترة ما بين 25 يونيو و02 يوليو 2018، تلك القمة التي سيكون رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من الحضور البارزين فيها وكذا أول رئيس للشعب الصحراوي يصل الى نواكشوط حسب علمي ويستقبل بشكل رسمي رغم اعتراف الجمهورية الإسلامية الموريتانية بالجمهورية الصحراوية في ثمانينات القرن الماضي.
لا شك ان الحدث بالنسبة لنا كصحراويين رغم ان الدولة الصحراوية من مؤسسي الاتحاد الافريقي
سيكون له طعم ولون خاصين، خصوصا بعد فشل محاولات المملكة المغربية وحاميتها فرنسا والدويلات التي تعتبر حاملات ذيل الفستان الفرنسي في إفريقيا في عدة معارك ديبلوماسية متتالية، من بينها جلوس ملك الرباط نفسه متقاسما نفس الطاولة مع رئيسنا، وبحضور حكام الاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي مجتمعين.
ان الحدث يعني لنا الكثير ونحن نعانق الشعب الموريتاني الشقيق، الذي كان يراد به ما أريد بشعبنا بحكم ان الشعب شعب واحد، وان كان في دولتين وسياسات التوسع التي ما فتئ النظام المخزني يلوح بها بين الفينة والأخرى في مغالطة للتاريخ والحاضر والمستقبل.
لقد تفاعلنا إيجابا دوما مع ما يتحقق لشعبنا في موريتاني في ان يكون كما كان شعبا عربيا اصيلا وافريقيا
اصيلا ومسلما اصيلا وان يلعب دوره كاملا ولا ينوب عنه غيره، كقطب للاسلام الوسط وحلقة وصل للثقافة العربية والافريقية لما له من عوامل تؤهله في الجغرافيا كأرض وكشعب متعدد العروق وغيره، وهو ما قام ويقوم به الشعب الموريتاني في احتضان القمة العربية السابقة التي كانت نصرا مؤزرا له وكنا نراه لأنفسنا كذلك، ورغم الاستهزاء والتنقيص الذي مارسه البعض فان القمة نجحت بها “موريتانيا اليوم”.
اننا نتحدث عن القمة الافريقية ونحن نحتفل في 20 ماي بالعيد الخامس والاربعون لانطلاق الكفاح المسلح
لهو أكبر برهان في ان الشعب الصحراوي نجح في أن يقف فوق ارضه المحررة اليوم بمؤسساتها وجيشها ويمد ذراعيه يمينا نحو الجزائر ويسارا نحو موريتانيا، ليعانقهما ويحتضنهما كشعبين شقيقين.
وهم يتمنوا جميعا ان ينضم الشعب المغربي، وان يتوب المخزن المغربي من ضلالاته وان لا يظل مخدرا الشعب المغربي الشقيق بالأكاذيب والألاعيب وان لا يبق مسلطا سوط العذاب والعزلة عليه، وان يسعى الى “مغرب الشعوب” لا الى المغرب التوسعي “المغرب الكبير” الذي يعشش في ذهن حزب الاستقلال المقال.
واليوم في ذكرى انطلاقة الكفاح المسلح 20 ماي 1973، يقف الشعب الصحراوي شامخا معززا في قارته الافريقية التي صارت الدولة الصحراوية بها، صمام الأمان الذي تتوحد عليه القارة ضد الابتزاز والتفرقة والتفكيك ومحاولة التقسيم التي يحاولها الغرب، وتتمسك القارة بالدولة الصحراوية كالإسمنت المسلح الذي يحفظها من امراض الفرقة ويجعلها قارة مؤسسات ومبادئ لا تشترى ولا تباع.
ان 20ماي تذكرنا أيضا بأول طلقة رصاص من بندقية شجاعة لشعبنا في العصر الحديث، اول زغردة للحرية، جادةً غير آبهة بما ينتظرها من مؤامرات وما أمامها من حواجز ومتاريس ومعوقات.
ان تلك الرصاصة وأولئك الثوار القلائل بالأمس، هم الآن جيش التحرير الشعبي الصحراوي وما إدراك ما ذلك الجيش الذي اثبت ان لا ملجأ للأعداء من الموت الا الاختباء وراء الاحزمة الدفاعية.
اننا في 20 ماي نترحم على الشهداء الذين حملوا بنادقهم وقالوا للموت تعال، تركوا الدنيا بحلوها ومرها وراء ظهورهم، واقسموا على تحرير الوطن أو الشهادة، ونحن على آثارهم البيضاء سائرون، حتى استكمال تحرير الأرض المغتصبة ومهما كلف الثمن، وعلى المتآمرين من العالم ان يبيدوا الشعب الصحراوي حتى آخر طفل، كي يستطيعوا ان يهنأ لهم حال، وستظل 20 ماي خيار الكفاح المسلح حين يعجز اهل السلام، وكما حصل في الكركرات قد يصير آخر رئيس صحراوي يوما شهيدا في الرباط كما كان اول رئيس شهيدا عند نواكشوط..