ممثل الجبهة بالأمم المتحدة: صمود شعبنا في المناطق المحتلة وتشبثه بأرضه وحقوقه سيفشل كل سياسات دولة الاحتلال.
في حوار مع التلفزيون الوطني الصحراوي نهار أمس، أكد الدكتور سيدي محمد عمار، عضو الأمانة الوطنية، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، على أن استئناف الشعب الصحراوي لكفاحه المشروع في نوفمبر 2020 يبقى هو عنوان المرحلة الحالية التي حدد المؤتمر السادس عشر للجبهة أفقها باتخاذه لتصعيد القتال ضد الاحتلال شعاراً وإطاراً لكافة مناحي الفعل الوطني الصحراوي.
وبخصوص سؤال حول مضمون الرسالة التي بعثها مؤخراً رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة التي عبر فيها عن إدانة جبهة البوليساريو الشديدة لسياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي في المناطق الصحراوية المحتلة، أكد ممثل الجبهة بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو أن هدف دولة الاحتلال، ومنذ احتلالها للتراب الوطني في أكتوبر 1975، كان ومازال هو القضاء على الشعب الصحراوي.
وأضاف الدبلوماسي الصحراوي أنه بعد فشل دول الاحتلال المغربي في القضاء على الشعب الصحراوي من خلال استخدامها لكل وسائل الدمار والقتل الجماعي والتعذيب والتشريد والتهجير، ها هي دولة الاحتلال تصّعد من سياسة الأرض المحروقة والتطهير العرقي في المناطق المحتلة، لكن صمود شعبنا هناك وتشبثه القوي بأرضه وحقوقه سيفشل كل سياسات المحتل المغربي.
وعن سؤال حول ما شهدته القضية الوطنية أخيراً من تطورات دبلوماسية مهمة شملت مشاركة رئيس الجمهورية في الدورة السابعة والثلاثين لمؤتمر الاتحاد الأفريقي وقبل ذلك الزيارة التي قادته إلى إيرلندا حيث التقى خلالها بالرئيس الإيرلندي، رد الدكتور سيدي محمد عمار بالقول إن كل تلك الأحداث تبين بجلاء وتؤكد أن الجمهورية الصحراوية حقيقة وطنية وإقليمية ودولية لا رجعه فيها كما أنها تعزز من مكانة الدولة الصحراوية قارياً ودولياً.
وفي هذا السياق، شدد على أن موقف جمهورية إيرلندا من القضية الصحراوية، الذي تم التأكيد عليه أكثر من مرة خلال الزيارة المذكورة، يتمثل في أنها تعتبر قضية الصحراء الغربية مسألة تصفية استعمار لم تُسْتكمل بعد، وتؤيد الجهود الأممية بشأن تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، وتدعم أي خيار يختاره الشعب الصحراوي ما دامت عملية الاختيار ستتم عن طريق ممارسة حقيقة لتقرير المصير.
وبخصوص الزيارة التي قام بها المبعوث الأممي للصحراء الغربية، السيد ستافان دي ميستورا، إلى جنوب أفريقيا في نهاية الشهر الماضي، وما قام به النظام المغربي من احتجاج على الزيارة وتجنيده لأبواق دعايته لشن حملة ضد المبعوث الأممي، أكد الدبلوماسي الصحراوي على أن الزيارة تمت بدعم كامل من طرف الأمين العام للأمم المتحدة والأمانة العامة، كما أنها تأتي في إطار الولاية المُعهود بها للمبعوث الشخصي.
وأضاف أن دولة الاحتلال المغربي ليس لديها أي إرادة سياسية على الإطلاق للانخراط بجدية ومسؤولية في عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية والهادفة إلى تحقيق حل عادل ودائم على أساس مبادئ القانون الدولي. وبالتالي فإنها تلجأ كما هي عادتها إلى نفس لغة الابتزاز والأساليب الملتوية والمكشوفة التي استخدمتها تجاه المبعوثين الشخصيين السابقين، لكن دون جدوى.
وفي الختام، أكد من جديد ممثل الجبهة بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو على تمسك الشعب الصحراوي القوي بحقوقه والاستعداد التام لبذل الغالي والنفيس في سبيل وطنه وكذا عزمه الراسخ على مواصلة كفاحه بكل الوسائل المشروعة من أجل بلوغ أهدافه المقدسة والتي لا مساومة عليها في الحرية والاستقلال وبسط السيادة على كامل تراب الجمهورية الصحراوية.
نيويورك (الولايات المتحدة)، 22 فبراير 2024 .