دماء الشهداء تذكي اليوم نخوة كل ضمير صحراوي حر
تشعر بالعجز حين تكتب عن شهداء الشعب الصحراوي ، لتبرز تلك العاطفة الجياشة والمتوقدة حيث تتوزع وتنتشر دون أن يوقفها انتماء عائلي أو قبلي أو تعيقها حدود وحواجز موضوعة اومختلقة يحركها في ذلك ديدن الانتماء المتجذر لهذا الوطن و الوفاء لعهد رصعه شهداؤنا بدمائهم الطاهرة.
لم يعد يحتاج شعبنا المكافح للحجج بعدما راكم صفحات من المحاججة والبراهين كقرائن تثبت ان الغاية من التضحية بالنفس ، ليس إلا من اجل عزة الشعب موحدا معززا مكرما.
فمنذ الغزو العسكري لوطننا لم يتوقف يقين أي صحراوي عند حدود الايمان الراسخ ان الحقوق لا تهدى و لا تمنح بل تنتزع بالتضحيات و الدماء ،لتظل الشهادة عند الصحراويين مشهداً تتداوله الأجيال التي كتبت منذ اندلاع الكفاح المسلح وعنوان عطاء مرحلة قل نظيره، لتتوالى اليوم نحو مشاهد جديدة من المقاومة الصحراوية ،من الواجب أن يكون فيها توديع كل شهيد صحراوي منعطفاً إضافياً في رسم لوحة وحدة الوطن و تماسك ابنائه.
ولا نجادل انه على طول مساحة الصحراء الغربية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها توزعت مواكب الشهداء وأثمرت وحدة وطنية في أعظم صورها ؛ ففي تلال وسهول وهضاب الصحراء الغربية, قصص لأجيال و اجيال عاشت لتطلق من شهادتها مشاعل نور من واجبنا جميعا ان نستضيء و نستنير بها .
وبقدر اعتزازنا ببطولات هؤلاء فإن الشعور بالخجل صار ينتابنا و نخشى أن لا نكون في مستوى تلك التضحيات، لأن وفاءنا يجب ان يتجسد على أننا نسير على دربهم، وان أحلامهم تحرسها سيوف مشروعة وبنادق مصوبة، وأننا نواصل الطريق، ولم يصبنا وهن، و أن ابناء شعبنا من بعدهم تكاتفوا وتوحدوا ولم يفترقوا، وهم على قلب رجل واحد……
اليوم لا بد ان تستفزنا هذه الدماء التي سالت من اجل كرامتنا .. إن مصيرنا يفرض علينا ان نعيد لتلك الوحدة رونقها الحقيقي و الاصيل و إن وفاءنا لهؤلاء الشهداء يمر عبر تلاحمنا ، و بكل ما يتطلبه ذلك من إعادة النظر في أساليب تدبير واقعنا الراهن، وهي مرتكزات تبرز كحاجة ملحة تمليها ضرورات الكفاح المصيري وشهداؤنا تركوا أحلامهم ليكبر الحلم بالوطن.. وغادروا الحياة ليحيا الوطن.
بقلم: لحسن بولسان