الخيانة في مجمل تعريفها هي خرق للعهد والأمانة وهي انحطاط اخلاقي مهما كان نوعها،فقد وصفها ديننا الحنيف بالغش والنفاق والابتزاز سواء للفرد او للمجتمع بأكمله،لكن تبقى خيانة الوطن هي الاسوأ على الاطلاق،لأن الانتماء والهوية ليسا من اختيار الإنسان بل هو تحصيل حاصل من قادر مقتدر،ليحجم بذلك دور الخائن تجاه بلده وأهله.
الخائن هو انسان مغيب،غير قادر على معرفة نفسه،فكل مايعرفه هو حفنة دريهمات مقابل الوطن بمن فيه. ولا يكلف نفسه عناء التوقف على هذه الاسئلة الجوهرية في حياتنا:
من انت ؟
ليس من إختيارك .
ماهو وطنك ؟
ليس من اختيارك.
مالونك ؟
ليس من إختيارك.
من والديك ؟
ليسا من إختيارك.
من ابنائك ؟
ليسوا من إختيارك.
انت ايها الخائن المغيب،جعلت الشعب الصحراوي على ضغط واقع مرير بسبب تواطئك مع العدو ،فصرنا ما إن نستفيق من مؤامرة حتى يقحمنا الخونة في أخرى،فصرنا نأكل الخبز مغموس بالكراهية والشحناء،صاروا يمتهنون الأذى بحرفية،فنحن حقل تجارب بالنسبة لهم ،فمنذ خمسين عاما جربوا علينا كل طرق التلاشي والعدم،فالمخزن المغربي لايكلف نفسه قراءة جوهر الأشياء بل يحلل قشورها،فهم الغافلين عن ان حقيقة الوجود تحكمها لعبة الزمان والمكان
لأن ارضهم لاتمطر الا ألإساءة،وان امطرت اغرقت العالم عداء ورمت به الى مستنقع الحقد والكراهية.الخائن عموما هو إنسان يأكل معك ويشرب وربما يعيش معك تحت نفس السقف لكنه نرجسي منحرف بالفطرة،ولامبرر لسوء اخلاقه ،لانفسية سيئة ولامزاج متعكر،لأن الإنسان المحترم طباعه ثابتة ،وتصرفاته يحكمها العقل وليس التهور ،اما قليل التربية فهو إنسان بطبعه فاشل تحكمه نزواته.عكس ذو الأخلاق( ان الكرام وإن ضاقت معيشتهم دامت فضيلتهم والأصل غلاب).