
طفلة صحراوية… من رحم المعاناة تولد الكرامة.
من فوق أرض الجزائر، حيث عبق الثورة لا يزال حيّا، ترتفع كلمات هذه الطفلة الصحراوية الصغيرة لتُدوّي في ضمير الإنسانية.
صوتها ليس عاديًا، بل هو صدى لقضيةٍ عمرها عقود؛ صدى وطنٍ جرِّد من حريته، وطفولة تكبر على وقع اللجوء والمخيمات والإحتلال ، لكنها لم تنسَ الأمل، ولم تتخلَّ عن الإيمان بالقضية الوطنية العادلة والمشروعة.
هنا الجزائر، مكة الثوار ومحج الأحرار، التي إحتضنت الأحرار يومًا حين كان العالم يشيح بوجهه، تفتح ذراعيها من جديد لأبناء الصحراء الغربية، وتُسلمهم مشعل النضال، كما سلّمته يومًا لرجالها… من الأمير عبد القادر إلى العربي بن مهيدي.
وفي عيني هذه الطفلة، لا ترى فقط براءة الأطفال، بل ترى وطنًا يتنفس من بين ركام النسيان، ويُعلن بصوت الطفولة أن الثورة الصحراوية ثورة أجيالٍ بعد أجيال، حتى تحقيق النصر والاستقلال التام على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
ليست هذه مجرد رسالة،
بل شهادة حيّة على أن الإحتلال لن ولن يستطيع أن ينتزع من الطفل ذاكرته، ولا من الأم صبرها، ولا من الشعب الصحراوي عزيمته، وحقه المشروع في تقرير المصير والإستقلال .
من لم تصله رسائل الكبار، فليُصغ إلى الأطفال،
فلعل براءتهم تفتح ما أغلقته السياسة، وتوقظ من غفا عن مبدأ العدالة.
لأن الحق لا يسقط بالتقادم، ولأن الصوت الصحراوي لا يُمكن كتمه مادام فيه أطفال يحلمون، وجيل يناضل، وأمة تؤمن أن الحرية ليست خيارًا، بل قدر لا رجعة فيه.
بقلم: يوسف محمد عبد القادر