كتاب وآراء

همسات تحررية في عيد الوحدة الوطنية…

الجزء الاول/ بقلم بلاهي ولد عثمان

همسات تحررية في عيد الوحدة الوطنية…

الجزء الاول ..

مقدمة:

ونحن نحضر لأمسية خاصة بحدث وطني بالغ الأهمية، لنطفئ الشمعة الخمسون لعيد الوحدة الوطنية في مقر جمعية الجاليات الصحراوية في اراغون.

وبينما نحن منهمكون في تنظيم المقر وتزيينه بالاعلام الوطنية، طل علينا المناضل الصحراوي وقيدوم الاعلاميين الصحراويين الأب لحريطاني لحسن، مؤكدا انه لا يمكنه ان يفوت فرصة الحضور في مناسبة كهذه بين افراد شعبه وخاصة في المهجر، وفي رحاب جمعية عريقة تميزت بسمعة وطنية في العمل الجمعوي والنضالي على مستوى جالياتنا في اوروبا.

افتتح الإحتفال بدقيقة صمت والنشيد الوطني وكلمة ترحيبية من رئيس الجمعية الاب محمد دويهي.

وقدم المناضل لحريطاني لحسن للحضور، ودعاه لتقديم كلمة بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا نحن الشعب الصحراوي المكافح.

 

بدأ كلامه بسرد تاريخي جميل جدا متمكنا من تسلسل الاحداث، مستنبطا الافكار ومبرزا أهمية الحدث،

قال: منذ 17 يونيو 1970 حيث كانت الحركة الطليعية لتحرير الصحراء قد شكلت اول عمل سياسي، وتعتبر اولى بذور الوطنية بين افراد الشعب الصحراوي، لتكتمل في 10 ماي 1973 حيث تبلورت الحركة الوطنية في تنظيم سياسي ثوري تحرري يؤمن بالكفاح المسلح، حيث كان شعار اول مؤتمر له “بالبندقية ننال الحرية” ممثلا في جبهة البوليساريو.

ومن خلال اجهاض الحركة الطليعية التي كانت تخطط للنضال من خلال مطالب اجتماعية واقتصادية وسياسية والتخطيط في السر للعمل العسكري اذا لزم الامر.

بدءا من خلايا مكونة من خمسة اعضاء، حتى تمكنت من تنظيم وقفات عند مجئ بعثة تقصي الحقائق الأممية، يوم 12 ماي 1975 والتي اكدت ان القوة السياسية المسيطرة في الاقليم هي جبهة البوليساريو، التي اصبحت فيما بعد هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، وتأكد الجميع انه الشعب الصحراوي ملتفا ومؤيدا للجبهة.

 

واكمل المناضل حديثه قائلا: عندما نتحدث عن الوحدة الوطنية، فإننا في الحقيقة نتحدث عن جملة من الأحداث، التي مر بها تاريخ الشعب الصحراوي، لا اريد ان اتعمق كثيرا في الماضي، حتى لا تفهم مداخلتي على انها بكاء على الأطلال، لا اريد ان ابكي احدا، سوى الشعب الصحراوي إن لم يحقق هدفه، وهذا ما يستحق البكاء فعلا لأن الأشياء الأخرى لا تستحق البكاء.

هكذا كانت كلمات المناضل الصحراوي لحريطاني لحسن في مداخلة قيمة بمناسبة عظيمة كهذه سنلخصها في النقاط التالية:

– ان الوحدة الوطنية بصفة عامة هي صمام الأمان للشعوب وحركات التحرر، ولأنها تعتبر هي الاسمنت المسلح الذي بفضله تحققت كل الانتصارات والمكاسب للصحراويين.

وقدم الاعلامي الصحراوي، امثلة عميقة من خلال مسيرة التحرر في أفريقيا وآسيا مثل حركة التحرر الانغولية والموزمبيق وفيتنام والجزائر وغيرها من حركات التحرر العالمية، التي حصلت في النهاية على هدفها الذي تأسست من أجله، وهو التحرر من براثين الاستعمار ونيل الحرية والإستقلال في اوطانها، تحت راية واحدة تجمع المجتمع وتوحد الجهود في سبيل الحق وتقرير المصير والإستقلال.

 

– جبهة البوليساريو بعد التأسيس في مؤتمرها الثاني، ابرزت خطة عمل واضحة، حيث سنت القانون الداخلي، كما اكدت على قيام الدولة الصحراوية، وبرز ذلك من خلال برنامج العمل الوطني المنبثق عن المؤتمر الثاني، وهذا يؤكد ان تاريخ اعلان الجمهورية في فبرائر 1976 لم يكن وليد اللحظة او بعد انسحاب القوة الاستعمارية، بل كان متداولا من شهر اوت 1974 وهو مطلب اساسي اسست من اجله الجبهة وهو قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

والقانون الاساسي لجبهة البوليساريو يشمل عدة بنود ونقاط تضبط العمل السياسي وبرنامج عمل الجبهة.

ومن اهم نقاط القانون الأساسي للمؤتمر الثاني ملامح التنظيم السياسي للجبهة، بالإضافة الى القوانين التي تضبط سلوك وعمل الجبهة ومناضليها.

– من ابرز البنود التي تؤكد وحدة الصف، هناك بند ينص على ان اي تجمع او عمل خارج إطار الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي هو مرفوض، وذلك للحد منذ البداية من فكرة تعدد الجبهات وتشتيت الهدف ومن اهم التجارب في هذا الموضوع.

 

جاءت الفكرة للحد من التعدد او ما يسمى (بالديمقراطية) وان صح التعبير تشتيت الأفكار، وهناك كما قلت تجارب عالمية ثورات وحركات تحرر طبقت هذه الفكرة.

كان معظم هذه الحركات التي خرجت عن الممثل الوحيد او التنظيم الاوحد كانت تبوء بالفشل في معظمها وامثلتها كثير لا يسعنا التعمق فيها، لكنها اوضح من شمس الظهيرة.

على سبيل المثال نذكر الثورة الفيتنامية حين تحرر الشمال وظل الجنوب تحت سيطرة الإحتلال، وهذا مرده أفكار الاستعمار التي يسعى الى ايجاد اكثر من رأي وخلق أراء مختلفة الغرض منها إفشال الصوت الجامع لتلك الحركة.

في الفيتنام انشأت جبهة فيت كونغ التي استطاعت في النهاية ان تحقق النصر وتوحد الجنوب والشمال في دولة واحدة هي جمهورية الفيتنام.

بالنسبة للمستعمرات البرتغالية في جنوب القارة الأفريقية، مثل انغولا كانت هناك ايضا محاولات لتشتيت انغولا من خلال التضييق على جبهة انغولا، وحاول الاستعمار في أكثر من مرة خلق كيانات موازية، متمثلة في احزاب موالية له، وغيرها من التجارب الفاشلة التي كادت ان تودي بانغولا الى حرب اهلية في أكثر من مرة،

هذه التجارب تكررت في الموزامبيق وغينيا بيساو، وكذلك امثلة اخرى في امريكا اللاتينية مثل جبهة تحرير نيكاراغوا حيث حاول المستعمر ان يخلق لها بديلا اومعارضة، بالاضافة الى السالفادور كذلك، وغيرها من الأمثلة التي لاتعد ولا تحصى في جميع قارات العالم.

هذا ليس موضوعنا وانما هي امثلة عميقة ومفيدة من اجل ان ندرك ان الوحدة الوطنية في كل حركات التحرر هي الهدف الاساسي للوصول الى الغاية الكبرى وهي التحرر والاستقلال.

…. يتبع….

بقلم بلاهي ولد عثمان

سرقسطة 12 اكتوبر 2025.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

همسات تحررية في عيد الوحدة الوطنية…

by liga time to read: <1 min
0
إغلاق