كتاب وآراء

حذار من ان نقع في شراك الأعداء

محمد سالم احمد لعبيد
أثارتني تدونه للصحفي الاسباني ايغناسيو سامبريرو في صيغة سؤال” ما الذي دفع الحكومة الإسبانية إلى التأكيد للمرة الألف منذ عام 2022 على دعمها للحل (الحكم الذاتي) الذي يدعو إليه المغرب لحل نزاع الصحراء الغربية؟ وفعل ذلك وزير الخارجية اليوم، الذي هو يوم عطلة في مدريد، إلى جانب نظيره المغربي ناصر بوريطة. ”
وفي الحقية فان سؤول سامبريرو بالغ الأهمية لمن من اجل ان نفهم الخلفيات والاستراتيجيات التي يتبعها المستعمرون الحقيقيون للصحراء الغربية
أولا علينا ان نسجل الفشل الذريع الذي مونوا به امام قوة القانون الدولي والشرعية الدولية والذي دفعهم الى إزالة اقنعتهم والخروج لمواجهتنا بشكل مباشر، ما لذلك من اثار واسقاطات على مكانتهم وسمعتهم ووضعهم الدولي
ثانيا كما تابعنا، فان هذه الأقنعة سقط فقط بعد عودة الكفاح المسلح والذي وضع حدا لمناوراتهم ومغالطاتهم وتضليلاهم للراي العام الدولي وسيرهم الخفي نحو اخراج القضية الصحراوية عن مسارها القانوني من خلال الدفع نحو تبني مصطلحات مضللة كالواقعية والقبلية للتطبيق والتوافقية وما الى ذلك
ثالثا هذا القرارات اخذت ترتيبات واضحة، فكل سنتين لحد الان يعلن طرف منهم اعترافه بالسيادة المزعومة للمغرب على بلادنا (سنة 2020 الولايات المتحدة الامريكية، سنة 2022 اسبانيا وسنة 2024 فرنسا) واليت يحاولون وبهذا النظام القول بطريقة مباشرة ان على الصحراويين القبول بالحل والا فلا امل في مستقبل خارج قرارهم
من خلال هذه المعطيات الثلاثة وسؤال السيد سامبريرو نقف على نتائج
الأولى ان هذه الدول لو كانت لديها طريقة او قوة لمواجهة القانون الدولي واحكام المحاكم والشرعية الدولية من خلال قرارات الجمعية العامة لحسمت القضية منذ 1975 واعطت الصحراء للمغرب بكل بساطة
الثانية ان سياسة هذه الدول طوال ال 50 سنة من القضية الصحراوية فاشلة
– عسكريا لكونهم الثلاثة دعموه بل أنواع الأسلحة حتى ان فرنسا شاركت الى جانب جيش الاحتلال بوقاتها الجوية
– سياسيا لكون كل الدعم السياسي الذي قدموه للمغرب والاستخباراتي من اجل القضاء على الشعب الصحراوي لم يحقق غير نتائج عكسية
– امنيا من خلال دعم حركات موازية للتشويش على تمثيل جبهة البوليساريو للشعب الصحراوي او من خلال محاولة التصاق تهم الإرهاب وما الى ذلك وتشويه كفاح الشعب الصحراوي لم يحقق شيئا
– دبلوماسيا لكون كل الدعم الدبلوماسي من داخل مجلس الامن والمحافل الدولية الذي قدموه للمغرب لم يحقق شيئا ولم يقنع العالم بما يسمونه مغربية الصحراء حتى ان مقترح الحكم الذاتي الذي أعتده مادلين اولبرايت وسلطات باريس ومدريد لم يستسغه أحد ويمات يوم ولادته
هذه المعطيات قوت القناعة لذا هؤلاء المستعمرين بان كل ما يرمون اليه لن ينجح ابدا مادام:
– الشعب الصحراوي موحد وقوي بوحدته
– جبهة البوليساريو قائمة وقوية والالتفاف حولها اقوى
– قوة الحجج الصحراوية وربحها للمعارك القانونية التي تحمي حقه بلاصبة واساسا على مستوى أوروبا وإفريقيا، الساحتين الاساسيتين في حل القيضة الصحراوية
– العلاقة الصحراوية – الجزائرية قوية واستراتيجية ومرتبط ارتباط المصير المشترك
ومن هذه القناعة وعلى أساسها يلعبون اليوم، وكل ما يقومون به يهدف الى:
– التأثير النفسي والمعنوي على الشعب الصحراوي وجعله يشعر بان لا مستقبل لقضيته وكفاحه ولا امل له في حل الاستقلال وعليه ان يبحث عن حل مع المغرب لان القوى “العظمى” مع الاحتلال وان لا قيمة للمعركة القانونية
– خلق وتأجيج الخلافات داخل الجبهة لضرب الصحراويين بعضهم ببعض (من هو مقتنع بان النصر ات وان الكفاح يجب ان يستمر وبقوة وبين من فقد الامل او من جنده الأعداء المباشرين وغير المباشرين انطلت عليه دعاية هؤلاء
– ضرب العلاقة مع الجزائر وخلق مشاكل بين الشعبين، فمثلا لنرى كيف تفاعل الصحراويون مع مقتل مواطنين صحراويين بولاية الداخلة ولم يتفاعلوا مع مقتل 23 صحراوي بالرصاص الحي وفي الشارع العام بالمناطق المحتلة منذ 2005 حتى 2022
ما اريد قوله بان علينا
• ان نكون في قمة الوعي بان لا أحد غيرنا يمكنه تحديد مصير الصحراء الغربية ولو كان بيد هؤلاء لفعلوا منذ 1975 ونحن لاشي فيكف اليوم ونحن دولة قائمة قوية لها مكانتها الجهوية والإقليمية والدولية
• ان لا مطلب لنا غير الاستقلال الوطني والسيادة على كامل ترابنا الوطني وأننا اقوى اليوم من أي وقت مضى وعلينا ان نصعد النضال وتقوى أساليب الكفاح ونواصل الطريق الذي أصبح كل يوم أقصر
• ان نفهم ان ما يقام به اليوم ما يعكس الا فشل كل محاولات القفز على حقوقنا المشروعة وان لا أحد يمكنه ان يحول بيننا وتلك الحقوق
مزيد من وحدة الصف، مزيد من الالتفاف حول الجبهة وتصعيد القتال والنضال والكفاح الوطني وتجنيد كل الطاقات الوطنية لربح المعركة المصيرية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق