
تهذيب النفس …
بسم الله الرحمن الرحيم (ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتيكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم). صدق الله العظيم.
الحياة بوتقة تنصهر فيها الايجابيات والسلبيات ،لكن مشكلة مجتمع البيظان انه يركز فقط على الرتوش الخارجية للبشر فيرون فقط الجانب المكشوف من الناس والاسوأ أنهم يقيمونهم من خلاله ففقدوا كيفية التعامل مع الناس وتهذيب انفسهم.
يأتي على رأس قائمة من يفتقرون الى تهذيب أنفسهم مع الله قبل العباد:
الشخصية الضعيفة التي يفتقد صاحبها الى التوازن والركود بدل العمل فتراه يركز على الكيد للناس وتشويه سمعتهم والكذب والنفاق والتملق ويتتبع خطواتهم فقط ليسجل عثراتهم في العتمة وهي شخصية تظهر للناس عكس ماتبطن ،عكس الشخصية القوية فهي مباشرة وشفافة وصاحبة مواقف ثابتة.
صحيح ان حرب التحرير جعلتنا نركز على خارج الذات البشرية فأنشغلنا عن تطوير الفرد وتنمية قدراته ،بل جرفتنا الحرب بعيدا عن بنائه فهو ليس جزءا من القصة بل هو المحتوى الأساسي لها وهو الذي بثقافته يخلق لمسات جمالية إن كان في المستوى لينهض بالمجتمع ويحفزه على الإبداع ،لكن اليوم نرى الغالبية جبلت على صقل وإعادة صيانة السلبيات والتي تفتك بتوازن المجتمع بكل فيئاته.
واخطر مظاهر هذه السلبيات هي الفوضى بلا حدود وفي كل المجالات ،فأصبح التنافس على اشده في التفهات ،فوجد من يفكر بعمق ويتأمل في المشهد نفسه غريب بين اهل بلده،واصبح التافهين والذين يفتقدون للنضج رغم انهم ليسوا قاصرين يتخبطون في الظلام ،رغم ان الله كما خلق الظلام جعل في مقابله نور ،وكما رسم لنا حقوق كذلك واجبات ،لكن من علاقاتهم متصدعة مع انفسهم جعل ذلك يلقي بظلاله على علاقتهم مع الخالق والخلق فإنعكس ذلك بالسلب على المجتمع برمته والاسوأ أنهم غالبية وهم من بنوا حاجزا سميك يحجب عنهم رؤية الحياة واحكامها بصورة واضحة،فنحن مجتمع اصبحنا في حاجة ماسة الى رحلة تغيير لوعي الفرد اكثر منه لحمل السلاح لأن ارتقاء مستوى الوعي للفرد هو البذرة الأولى لتحقيق اي نجاح او حلم ، لأننا لسنا بمعزل عن العالم غير ان الغالبية تعيش في جلباب الاباء والفخر بعملهم دون ان يستوقفهم السؤال عن ماذا قدموا!!؟.
نحن لم نأتي عبثا الى هذا الكون بل لكل منا رسالته الخاصة به.
نحن شعب اصبح من الواجب علينا ترتيب انفسنا من الداخل ورسم اهدافنا كبشر بدون عشوائية ،فالشعب الصحراوي هو الوحيد القادر على تحويل طول الانتظار الى رضى والمعاناة الى دروس وعبر ،فقد تأتي بركات الحياة في وقت غير متوقع.
(وقال إني برئ إني ارى ما لاترون إني أخاف الله والله شديد العقاب) صدق الله العظيم.
بقلم:مينان بابا الديه.