كتاب وآراء

الموقف الأمريكي : موقف قديم ..جديد لا يغير مثقال ذرة من المركز القانوني للقضية الصحراوية

بقلم : السالك مفتاح
ليس هناك جديد في الموقف الأمريكي الذي عرفناه منذ 1974 والذي كان وراء إبرام إتفاقية مدريد 1975 وكان كذلك المساهم في عرقلة تنظيم إستفتاء تقرير المصير الذي كان مقررا في تلك السنة، الموقف الأمريكي الذي عبر عنه يومها كيسنجر في رسالته السرية لمدريد والتي مضمونها “أن الولايات المتحدة لا تريد أنغولا جديدة في شمال إفريقيا .”
ذات الموقف عبرت عنه الإدارة الأمريكية بالمشاركة في مسيرة الإجتياح 6 نوفمبر 1975 وتعزز بالدعم والمدد العسكري طيلة الحرب وكان حاضرا في بناء الجدار وتسليح الجيش المغربي فالمعدات المغنومة من الجيش المغربي في معظمها صناعات حربية أمريكية بما فيها قنابل النابالم والفوسفور ، وهي شهادات ناطقة مجسدة في متحف المقاومة الصحراوية.
وأكثر من هذا،عندما جاء جيمس بيكر لزيارة المغرب سنة 1997، ضمن جهود الأمم المتحدة لتسوية القضية الصحراوية بصفته مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، صارح  ملك المغرب “أنه جاء من أجل تمكينه من السيطرة على الصحراء الغربية عبر الحكم الذاتي أو أي مسلك آخر يراه المغرب لذلك” ،فكان خيار الحسن الاحتكام للاستفتاء دون غيره ..!؟
الموقف الأمريكي الجديد القديم ، ليس سوى ما كان تحت الطاولة، تم وضعه على الطاولة ، وهذا موثق في تقارير وفي إعترافات منها تقرير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية 2020 و إعترافات مسؤولين أمريكيين منهم كيسنجر كاتب الدولة الأمريكي الأسبق وغيره ..
لكن ما يخفى على البعض ،بأن ذلك الموقف عبارة عن صفقة كان ثمنها بالأمس إبرام إتفاقيات كامب ديفيد وقبل ذلك تسريب المعلومات لوكالة المخابرات الأمريكية واليوم التطبيع مع الكيان الصهيوني وخدمة الأجندة الغربية في المنطقة وعلى رأسها تقليم أظافر قوى الممانعة سواء في المغرب أو الصحراء الغربية ومضايقتها في كل المنطقة المغاربية حسب المراقبين .
الشعب الصحراوي ،لا ينتظر من الولايات وغيرها من القوى الإستعمارية ، شهادة حسن سيرة،بل لديه قناعة راسخة وإيمان متجدد بحقه غير القابل لا للتصرف ولا للتقادم ويعض عليه بالنواجد وعلى إستعداد للتضحية بالنفس والنفيس من أجل تحقيق ذلك مهما كلف من ثمن وتضحيات جسام، يدعم في ذلك تشبث بأرضه والشرعية الدولية الإفريقية الأوربية .
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق