كتاب وآراء

القضية الصحراوية، سيف عدالة مطالبنا، سبق عذل رشاوي بوريطة واوهام المتأمرين

محمد لغظف عوة
قياسا بمقولة جوزيف جوبلز وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”…
ما فتئت المحاولات الرامية الي التنفير من كفاح الشعب الصحراوي، وتجريم وتشويه ممثله الشرعي والوحيد: الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، تتردد بأساليب وتكتيكات خبيثة مختلفة.
بداية بكلمة “الفلاگة” المصطلح المخيف الذي باكرت به ادوات المستعمر الاسباني مصاحبا لنضالات ومقاومة التنظيم الوطني الصحراوي، منذ نهايات العقد السادس من القرن الماضي، وحتى صفقة مدريد اللصوصية 1975م.
ليستمر مسلسل التشويه وحبك المؤامرات من “مرتزقة” من ادغال افريقيا ومأجورين كوبيين، الي معسكرات الشيوعيين تحتضنهم الجزائر …
ثم تتحول هذه الدعاية في مفارقة مضحكة إلى ارهابيين ومتشددين سلفيين !!!
فالحملة التي بدأتها صحيفة الواشنطن بوست، والأقلام والاسماء (المختارة) التي نشرتها ليست يتيمة، ولا وليدة 2025 بل انها تكشف مواقف نسجت في ظلام مطابخ بعض صناع القرار. وليست الأولى التي تكسرت على صلابة الموقف الصحراوي، وتمسك ممثله الشرعي بخياره الأوحد في الاستقلال الوطني.
ففي سنة 2020 وأثناء زيارتها لدولة مالي، وزيرة الدفاع الفرنسية أعطت إشارة إنطلاق معركة جديدة عندما قالت: أن الملف الصحراوي “مغلق” ومنتهي تلك السنة.
معركة خُطط لشموليتها لتتلاقى انساقها الدبلوماسية والسياسية مع زحف عسكري شرق جدار الذل والعار على الأرض. وكذلك في جبهتنا الداخلية من خلال الاشاعة وزرع الفتن وأحياء النعرات …
هذا الهجوم المنسق اربكه قرار 13 نوفمبر 2020 التاريخي بإستئناف جيش الشعبي الصحراوي لأعماله القتالية.
لتبدأ الخطة البديلة بإجترار عربة اعترفات وهمية لبعض البلدان المجهرية، ودول بعيدة جغرافيا، وليس لها امتداد سكاني، ولا رعايا في منطقة الصراع، بفتح ما يسمى “قنصليات” الإعتراف المدفوع الثمن.
ونظرا لهشاشة الخطوة، وعدم قدرتها على تغير الواقع القانوني والسياسي للقضية، أصبح الزاما انعاشها باعترافات افتراضية في أوضاع سياسية مشبوهة وبطرق خارجة عن المألوف ووصول العلاقات القانونية الدولية.
لقد دشن ترامب المغادر للبيت الأبيض بتغريدة على منصة تويتر (اكس)،ثم رسالتي سانتشيس وماكرون، دون المرور بالهيئات التشريعية، ولا استشارة الاحزاب ومؤسسات الدولتين . مرحلة الاسناد هاته تلاشت أولى بوادرها في جلسات مجلس الأمن، وديباجة تقرير أبريل 2025 بعدما إستبقها ممثل الإحتلال بالأمم المتحدة بتفاؤل كاذب.
وبالعودة لحملة التضليل والتشويه الحالية التي تستهدف سمعة ونظافة الكفاح الصحراوي، يتضح جلئيا أن بعث القلاقل وتغذيتها في الساحل الافريقي واختلاق أزمات دبلوماسية وسياسية للجزائر هو جزء من خطة الإلهاء، وخلط الأوراق مع استمرار في الإستثمار المحموم في واقع مخيماتنا اللاجئة، لتهيئة السانحة في بداية مرحلة شجب وتيئيس تجعلنا كصحراويين تحت ضغط الخيارات المرة وفق تصوراتهم المغيبة لإرادتنا في الحرية والاستقلال .
ويبقى التعويل على نباهة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، السياسية و طول النفس في التمسك بخياراتنا هي مكمن القوة في رفع ما هو آت من تحديات .
كما ان تقوية الوحدة الوطنية والانسجام في الأداء وتجنيد كل الطاقات الوطنية والصديقة على حد سوى هو الكفيل بصد الهجمات .
ان الشعب الصحراوي اليوم كما بالأمس لم يعول الا على قدراته الكامنة في جماهيره في كل مكان. فسد الفراغات الناتجة عن وسع مجالات الانتظار وتصويب كل الافعال والاقوال صوب خطط العدو ومواجهتها هي التحصين المتين يقينا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق