الدكتور محمد محمد محمود لموقع الرابطة: درست الطب العام ثم الجراحة الباطنية، أشتغل حالياً في قسم الطوارئ.
يسعدنا في موقع رابطة الصحفيين الصحراويين بأوروبا أن نطل عليكم ضمن ركن حوارات، والذي نحاول من خلاله تسليط الضوء وفتح المجال للعديد من الكفاءات والأطر الصحراوية لنتعرف عليها عن قرب ونضطلع على مسارها التعليمي والمهني ومسيرتها نحو النجاح ونستشرف أفكارها وآراءها حول الواقع الراهن للقضية الوطنية ومختلف القضايا العالمية. يحاول القائمون على رابطة الصحفيين الصحراويين بأوروبا من خلال هذا الركن، إبراز النماذج الناجحة للجالية الصحراوي بأوروبا حتى لا تطغى الصورة النمطية المنتشرة عن جاليتنا، ومن جهة أخرى منح فضاء لمن تمكّنوا من شقِّ طريقهم نحو النجاح رغم الصعاب والمعوقات، قصد عرضهم على الرأي العام الوطني كي يكونوا قدوةً لغيرهم.
ضيفنا في هذا العدد الدكتور محمد محمد محمود، الذي يعمل كطبيبٍ في قسم الإستعجالات بمستشفى مدينة بالينثيا الإسبانية. نترككم مع نص المقابلة التي نتمنى أن تنال إعجابكم.
أجرى اللقاء ميشان ابراهيم أعلاتي
ـ بداية الدكتور محمد، مرحباً بكم ضيفاً على موقع رابطة الصحفيين الصحراويين بأوروبا، ونشكرك جزيل الشكر على تلبية الدعوة. هل يمكن أن تقدم نفسك للقاريء بإيجاز، طبعاً؟.
بسم الله الرحمن الرحيم، شكراً جزيلاً لرابطة الصحفيين الصحراويين بأوروبا على الاستضافة.
الإسم الكامل: محمد ولد محمد محمود ولد محمد سالم ولد دحو الملقب ب (محمد الأول) كما هو معروف في الأوساط الطلابية، طبيب صحراوي مقيم حالياً في إسبانيا.
درستُ في في الصحراء الغربية إبّان الإستعمار الإسباني ثم في مخيمات العزة والكرامة ثم في طرابلس ليبيا، فالجزائر، فالاتحاد السوفياتي (روسيا حالياً) ثم في إسبانيا، أتحدث عدة لغات.
ـ هل واكبت إنطلاق الثورة إبّان الاجتياح المغربي للصحراء الغربية؟
نعم؛ تجربة مؤلمة، حيث تم قصفنا بالطائرات المغربية في التفاريتي أواخر 1975، وبعد ذلك اللجوء والغربة والشتات.
ـ أخبرتني منذ قليل بأنك درست الجامعة بدولة روسيا، لماذا روسيا تحديداً؟
درستُ في الاتحاد السوفياتي سابقاً (روسيا حالياً) لأن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو) في عام 1986م وجهت – بناءً على التحصيل الدراسي – مجموعة من الطلاب الصحراويين للدراسة الجامعية هناك وكنت من ضمنهم، وقد تخرج من هناك حوالي 50 طالباً وطالبة.
ـ طيب، هل يمكن أن تحدثنا عن هذه التجربة؟
تجربة رائعة إيجابية وثرية، نظراً للاستقلالية والتعرف على ثقافة أخرى ولغة جديدة، ناهيك عن الاختلاط بالطلاب الأجانب من مختلف أصقاع العالم ومن مختلف التوجهات الفكرية والمشارب السياسية.
ـ ماهو تخصصك؟ وهل وجدت فرقاً بين الدراسة النظرية والتطبيق الميداني؟
تخصص طب عام ثم جراحة باطنية، أشتغل حالياً في قسم الطوارئ.
طبعاً، يوجد فرق شاسع بين النظري والعملي، لكن الأسس تبقى هي هي.
ـ لماذا أخترت هذا التخصص تحديداً؟
أنا كنتُ أرغب في دراسة الصحافة، لكن تم توجيهي من طرف الجبهة لدراسة الطب كبقيةِ الزملاء والزميلات ولم أختر هذا التخصص أبداً.
ـ هناك بعض معارفك ممن يرى بأنك شخصية إنعزالية وإنطوائية، هل هذا صحيح ولماذا؟
ربما؛ كلُّ حرّ في حكمه على الناس وعموماً أنا لستُ خبيراً نفسياً، كما أنني لا أخلو من النقائص والعيوب.
لكن شعاري الدائم هو:
زِن مِن وَزَنكَ بِما وَزَنكَ وَما ما وَزَنكَ بِهِ فَزِنهُ
مَن جا إِلَيكَ فَرُح إِلَيــهِ وَمَن جَفاكَ فَصُدَّ عَنهُ
مَن ظَنَّ أَنَّكَ دونَهُ فَاِترُك هَواهُ إِذَن وَهِنهُ
وَاِرجِع إِلى رَبِّ العِبادِ فَكُلُّ ما يَأتيكَ مِنهُ
وهي أبيات للإمام الشافعي -رحمه الله –
ـ من جهة أخرى هناك من يقول أن جُلّ النخب الصحراوية وخاصة المثقفين والمختصين يفضلون الهجرة بدل المخيمات، هل هذا صحيح ولماذا برأيك؟
تبقى الحياة في المخيمات صعبة وقاسية مقارنةً مع الدول المستقلة، حيث الوضع استثنائي غير طبيعي لكون السكان لاجئون مشردون، فهناك الروتين اليومي المُمِل، انسداد الأفق وشحّ الخدمات الإجتماعية المُقدمة للاجئين، بالإضافة إلى عدم التقدير الكافئ للإطارات وحملة الشهادات من طرف بعض السلطات الصحراوية… كل هذا ناجم عن ظروف الغزو واللجوء وقلة الخبرة لبعض الأفراد.
ـ كيف تقيّم واقع القضية الوطنية اليوم؟ و هل أنت راضٍ عمّا وصلنا إليه؟، إن كان جوابك لا، ماهو الحل المطلوب برأيك؟
طبعاً، لستُ راضياً عن الوضع الحالي، لأنه واقع مرفوض: شعب مشرد، يُعاني من قساوة الطبيعة وظروف اللجوء القاهرة.
وبالنسبة للحل يكمن في الأستمرارية والتمسك بالحق والثبات عليه ومواصلة النضال على كل المستويات:
كل من موقعه حتى الإستقلال إن شاء الله تعالى.
و بودي أن أختم بالمثل العربي القائل “أنا الغريق فما خوفي من البلل”.
ـ شكرا جزيلا لك مرة أخرى وأنا جد ممتن لصبرك وسعت صدرك مع تمنياتي لك بالتوفيق النجاح .