كتاب وآراء

هل مهد بوريطة لقنصله في وهران؟

بقلم القائد اخليل
ان المتتبع للدبلوماسية المغربية ومسارها سيجد انها في اضطراب  وتشنج وحيرة وبعيدة كل البعد ان تصف بعبارة الدبلوماسية لغة واصطلاحا ، و بالرجوع الى الوراء قليلا  ، اذكر ان هذه الدبلوماسية هى التي دبرت الاعتداء على الجزائر الشقيقة سنة 1963، في وقت كانت فيه تضمضم جراحها بعد سنوات الحرب والمقاومة ضد الاستعمار الفرنسي قدمت فيها مليون ونصف مليون من الشهداء الابرار ، وان تلك الدبلوماسية هي التي ساهمت في الحرب والحصار الذي تعرضت له الجزائر في العشرية السوداء وتحالفت مع قوى لإضعاف الجزائر،  تلك الدبلوماسية هى التي تحركت للتأثير على الدور الذي أخذت الجزائر  تلعبه على الساحة الجهوية والإقليمية والدولية وحشدت حلفائها كي لايتولى الدبلوماسي الجزائري المخضرم رمضان لعمامرة مبعوثا للامم المتحدة في ليبيا ، تلك الدبلوماسية التي شوشت على  قمة دول عدم الانحياز الاخيرة وبدلا من ان تساهم في توحيد الجهود وتوفير الظروف لها عكرتها .
تلكم بخلاصة هى دبلوماسية دولة الاحتلال المغربي التي لم تتوقف عند هذا فحسب بل زادت ردأة واظهرت وجهها القبيح العدائي للجزائر  من خلال ماصرح بيه قنصل الاحتلال المغربي في مدينة وهران عندما وصفها بالعدو ، وقد لا يتوقف المتتبع عند العبارة في حد ذاتها بل صياغها وزمنها وارتباطها الوثيق بإتهام بوريطة الجزائر بدعم الانفصال ليتولى قنصله اتمام باقي المؤامرة في محاولة لمغالطة   الجالية المغربية التي تخلت عنها حكومة الرباط في مختلف العالم وتركتهاشأنها .
لكن كل هذا لم ولن ينقص من مكانة الجزائر ودورها ومواقفها و مبادئها الثابتة التي لاتشترى ولايساوم عليها عكس دولة الاحتلال المغربي التي تأرججت بين التحالف في اليمن الى التحالف مع قطر ضد دول المنطقة الاخرى  من داعم ومساند للقضية الفلسطينية الى مقايضتها بموقف امريكي من احتلاله للصحراءالغربية.
كل هذه الشطحات لن تحجب عن المغاربة الاحرار انهم لاقيمة لهم عند نظامهم وانه مثل ما زجى بهم في عدوانه على الشعب الصحراوي وارغمهم على ركوب قوارب الموت مستعد للتخلي عنهم زمن كورونا ، ان السؤال الذي يفرض نفسه الى متى الشعب المغربي ببقى يركع ويقبل في وقت توجد طقمة حاكمة راكمت اموال على حسابه . وكيف ان تصف الجزائر بالعدو وهي التي منها يصل المغرب النفط والمواد المدعمة وتأمن حدودها معه في المقابل يوجه المغرب لها الحشيس والمخدرات بكل انواعها ويركب كل موجة ضدها ، اتذكر مختطف لخطاب عبدالعزيز بوتفليقة قال فيه من تتدفق مخدراته اليك لا يمكن ان يتحدث عن حسن الجوار ولعلى تصريح القنصل المغربي في وهران دليل وبرهان على ان العدو الحقيقي للجزائر هو النظام المخزني المغربي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق