كتاب وآراء

بوريطة يعري أكاذيب إذاعة بي بي سي عربي

بقلم المحامي حدمين مولود سعيد

منذ أيام، و تحديدا في العشرين من أبريل 2020، بث قسم العربي في راديو بي بي سي البريطانية برنامجا تناول تقديم المغرب لمساعدة إنسانية لفائدة المخيمات التي تديرها الجمهورية الصحراوية على الحدود الجزائرية الصحراوية و قالت المحطة التي تقع تكلفتها على الشعب البريطاني أن الجزائر قامت برفض تلك المساعدة. الرسالة المبطنة التي أراد البرنامج الناطق بالعربي أن يمررها هي أن السخاء والتعاطف المزعومين للحكومة المغربية يصطدمان مع شر الجزائر و سوء نواياها بمنع وصول المساعدات إلى سكان هم في أمس الحاجة إليها في هذه الأوقات الصعبة نتيجة تفشي وباء كورونا.
محطة الراديو اللندنية التي تمتعت بعز الهيمنة الإذاعية خلال فترة طويلة من نهاية القرن الماضي بدأت بالتراجع، وإستفادة من حالة السقوط التي توجد بها الآن لم يتوانى الإنتهازيون في إستغلال بقايا محطة كانت تحظى بمكانة جد محترمة. في الحقيقة، فإن الإستماع إلى تناول راديو بي بي سي العربية للقضية الصحراوية قد يجعل المستمع يشك فيما إذا كان يستمع إلى محطة يدفع تكلفتها الشعب البريطاني أو إلى محطة إذاعية مغربية.
ولكن الوقت قاض لا يرحم، و أي وقت أفضل من شهر رمضان المعظم لكي نرى من الأحداث ما سيضع الأمور في غاية الوضوح.
تحديدا في الشهر الذي تنزل فيه الملائكة من السماء بأمر من الله من أجل تحية المؤمنين، يقوم وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة بكشف حقيقة المستوى السيء و العديم الرحمة للدولة التي حاولت بي بي سي العربي تقديمه كمثال لبلد “الرحمة”.
خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المعظم، أشاد الهلال الأحمر الجزائري بالتضامن الثابت للشعب الجزائري الذي قام بهبة أخوية تمثلت في جسر جوي من أجل إيصال مئات الأطنان من المساعدات الإنسانية للشعب الصحراوي.
و في غضون هذه الهبة الأخوية التي عبرت عن رحمة الشعب الجزائري و تمسكه بقيم الخير و تكريسه لمبادئ الدين الحنيف، أخرج ناصر بوريطة الشيطان الذي يوجد بداخله، مبديا للعلن الطبيعة الشريرة للنظام المغربي.
بالنسبة للوزير المغربي، فإن المساعدات الإنسانية التي إستقبلها الصحراويين والقادمة من الجزائر تشجع “الإنفصال” و “تغذي عدم الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا”.
منذ أكثر بقليل من أسبوع، و تحديدا خلال أول أيام شهر رمضان أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة قيام الحكومة الفرنسية لأول مرة بهبة سخية تمثلت في ما يقارب نصف مليون دولار لفائدة مخيمات الصحراويين.
اليوم 05 من ماي 2020، قام برنامج النظام العالمي بالإعلان عن مساهمة للحكومة السويسرية تجاوزت بكثير تلك التي قامت بها الحكومة الفرنسية، هذه المساهمة تمثلت في ما يقارب المليوني دولار لصالح مخيمات الصحراويين.
بالنسبة لبوريطة، فإن ذلك الشعب الحامل لقضية عادلة والذي بقي محروما في الصحاري خلال أزمة الجائحة ينتظر العدالة الدولية لا يستحق الرحمة و الاعمال الصالحة التي يمليها هذا الشهر الفضيل على المؤمنين.
من الجلي أنه بالنسبة لأولئك المارقين عن صفوف المؤمنين، فإن كل ما له علاقة بمساعدة المحتاجين، سواء في شهر رمضان أو خلال الجائحة الصعبة فإنه يدعم “الإنفصال” و عدم إستقرار المنطقة.
المجانبة الدينية البينة لكلمات بوريطة، تدعونا لإستنتاج أن المساهمة الفرنسية التي تحدث لأول مرة لصالح الشعب الصحراوي لم ترق بتاتا لنظام الرباط. و عليه فإن عتب بوريطة بالتأكيد موجه للجزائر و لكنه كذلك موجه لسيدته فرنسا.
بالنسبة للرباط، فإن الشعب الصحراوي الذي تجاوز 45 سنة من المعاناة بسبب الاحتلال العسكري لأرضه، لا يستحق الدعم الدولي، لسبب بسيط وهو رفضه الشديد للمزاعم المغربية على أرضه، و كنتيجة فإن منظمة الأمم المتحدة، مفوضيتها لشؤون اللاجئين، الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، سويسرا أو الجزائر كلهم يدعمون “الإنفصال” و زعزعة الاستقرار في المنطقة لا لشىء سوى لقيامهم بتقديم مساعدات إنسانية للشعب الصحراوي.
ستواصل إذاعة بي بي سي عربي في الحديث عن طيبة و كرم المغرب
بقلم: حدمين مولود سعيد.
ترجمة: المحفوظ محمد لمين بشري

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق