كتاب وآراء

إذا أُغلقت السفارة ستكون مثل غلق الحدود: لن تُفتح 

بقلم السيد حمدي يحظيه

ارتكب الحسن الثاني، في لحظة غضب وطفح، حماقة وخطأ كلف المغرب لعق الحذاء الجزائري أكثر من عشرين سنة. حين تم فتح الحدود سنة 1988م بين الجزائر والمغرب، بدأ المغاربة ينتعشون وبدأوا يجمعون الجلود والعظام وعلب الزيت الفارغة والنحاس، وأصبحوا يشربون الحليب المجفف ويشترون البنزين المخفض ويجمعون كل ما يوجد في النفايات الجزائرية ويعتبرونه، بسبب جوعهم، هبة من السماء. حتى انهم انتقلوا الى وجدة والحدود للاستفادة من الجزائر، وبدأت المطاعم تنتشر وتكثر، لكن ملكم الذي ايَّاهُ يعبدون ارتكب ذلك الخطأ الذي لن ينسوه، وكلفهم غلق الحدود وزوال تلك النعمة السهلة التي كانت تتدفق عليهم بسخاء. منذ مجيء محمد السادس وهو يبكي ويتشفع ويلعق الحذاء الجزائري ويطلب فتح الحدود. ذهب الى فرنسا وأمريكا وافريقيا وبكى وشكى ثم تكى. خلال حكم بوتفليقة تلقى الكثير من الوساطات والرسائل والمكالمات، لكن الجزائر أنفها فوق. وجد بوتفليقة، السياسي المحنك، لعبته في محمد السادس وفي سركوزي وفي شيراك، فظل يتلاعب بهم في قضية الحدود يمد لهم الشعرة ثم يجذبها حتى دهشوا. كان دائما يضع السراب في طريقهم، ثم حين يصلون، يجدون الوهم. حتى انهم حددوا تاريخا لفتح الحدود، ومد محمد السادس الغبي طريقا سيارا نحو وجدة انتظارا لفتح الحدود.  اخبرني دبلوماسي جزائري سنة 2014م ان المغرب أراد أن يتفلسف مرة مثل حمار جحا، وبدأ يدرس مراجعة العلاقة مع الجزائر فقال لهم بوتفليقة: عليكم ان تتأكدوا من شيء وهو أن العلاقات ستكون مثل الحدود، إذا قُطعت العلاقة سوف لن ترجع مثلها مثل غلق الحدود. منذ ذلك التهديد ابتلع المغرب حجرا وعظمة.. فحتى حين قطعت الرباط العلاقات مع ايران لإنها ” تدعم” البوليساريو لم تذكر الجزائر بكلمة وهي الداعم الرئيس للقضية الصحراوية ولم تفكر في قطع العلاقات معها.
الآن ارتكب القنصل المغربي في وهران خطأ جديدا سيكلف المغرب البداية في لعلق الحذاء الجزائري من جديد ولسنوات. هل تظنون ان هذا القنصل لو كان في إسرائيل كان سيصرح هذا التصريح، ويقول: نحن في بلد عدو.
السيد حمدي يحظيه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق