كتاب وآراء

لاتغفل فإنك راحل

بقلم : مينان احمدبابا

لاتتشبث بالدنيا نحو استعراض ذاتك،فالمقاتل والارملة يقفان على بعد خطوات فقط منك وهما يراقبان المشهد ،على آمل أن تتخلى عن التمسك بالدنيا التي صرنا بين اصابعها كحبات زئبق ،وانت لازلت تجاهد من اجل الحصول على بهرج الحياة وزينتها،حتى تسلبك عقلك ، فيأتي الموت بدون موعد ولا استئذان.
فالمسؤلية والمنصب لمن يخاف الله يتطلب منك:
هم تحمله.
همة تحملك.
مهمة شاقة يجب تنفيذها.
فلا تتمسك بالدنيا فإنها فاتنة وستغريك ،لكن تذكر انك ستتركها مثلما تركوها من كانوا يشاركونك العمل والمنصب،وليس لك الحق حتى في ثمن كفنك الذي يسترك في شبر من التراب ،ولاتتغافل على ان الانسان الصحراوي يستحق انسانيته بكل شرف،وان الوطن اقل حقوقه علينا هو الحفاظ على اسمه وسمعته،فاجعل حاجة شعبك اليك هي من تقربك الى الله ،لانك ان لم ترضي الله في تعاملك مع اهلك صدقني ان نهايتك لن ترضيك ابدا ،لان شجرة العلاقة مع الله تغرس بالتقوى.
أخوتي واخواتي:
خذوا العبرة من الانبياء ففي قصة يوسف عليه السلام حين قال اخوته(اقتلوا يوسف او اطرحوه ارضا)قال الغريب(اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا)نرى هنا ان العبرة هي ان الفوز دائما لمن يحسن ويتقي الله في عباده .
اخي واختي يامن تحرص على المنصب اكثر من حرصك على الصالح العام،احذروا ان تتخلوا عن من هم في حاجة الى مساعدتكم لأن الحاجة تذيب معادن الرجال،فالتعلق بالكرسي ربما يحولك الى ظالم يأخذ على حساب الناس لكنه غير قادر على تلبية حاجاتهم ،عكس المحسنين الذين نرى غالبيتهم تفضل ان تبقى بعيدة عن حلبة السباق على الكراسي ،وهذه الفئة غالبيتها تعمل ليلا نهار في ديبلوماسيتنا الشعبية ،وهي التي تعطي بدون انتظار اية مصلحة من ذلك لان العوض يكون مضاعفا من الله .
نحن من نناشد الحرية فلاتدخلونا في غيبوبة الألم لمانرى ،ولاتجعل يامن تتعلق بالكرسي منا ضحايا لاحلامك النرجسية،لنجد الظلام هو مفتاح الاسرار،والخوف يركض في مسام الوجوه البريئة ،فتتشكل صور للظلال .لان اعتلاء الكرسي له نهمة أكيدة في التهام الواجب ،وتحويله الى حق مكتسب ،دون الشعور انهم تركوا احشاءنا متناثرة ،وهذا هو قمة التلذذ باختلاس المال العام.
اعرف هذا المقال لن يعجب الكثيرين،لأن صاحب المبادئ يتصادم مع الناس لأنه لايكذب ولاينافق ،وهم من اختاروا ان يحاربوه من اجل المبدأ لأنه خط أحمر،فالجميع يتغافل على اننا في هذه الدنيا نحن فقط ومضة في ذرة ،ولن نرضى بوعي القطيع ،ولا بالتصفيق على الٱفات التي تنخر الجسد الوطني ،فالحياة لاتبنى على المجاملات بل على تقوى الله في كل شئ.
اخي،اختي :
إذا كنت لاتراعي الله في تعاملك مع شعبك من خلال منصبك ،فأعلم انك تعيش في وهم وقد تخليت طواعية عن الشريعة والعقيدة وهو ما سيغرقك غرقا في الدنيا قبل الآخرة.لكن احترس ان تغرق همنا العام معك فتكون ظالما لنفسك.
صاحب المنصب :
تذكر ان عمرك سيقف امامك ليحاسبك وهو قاض لن يرحمك.ستقول السنين ماذا فعلت بمنصبك خلال مروري ،وتقول الشهور فيما انفقتني،وتقول الساعات انت من لم تغتنمني في عدل ولا طاعة،وتقول الثواني بددتني بسرعة البرق وانت تلهو بمصلحة شعب بكامله.ايها الساعي الى الكرسي سيقف امامك شعبك وعمرك ليحاسبوك فأنظر ماذا ترى !!!!؟.
والرابحين في هذه الفاتنة الزائلة هم فقط من ظفروا بدروع الناجين من حمى الكراسي،فصرنا بذلك محصنين من اللهث وراء كذبة مغرية اسمها الدنيا.
بقلم : مينان احمدبابا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق