كتاب وآراء

الصحراويون الأوفياء : فاضل أسماعيل

بقلم: لحسن بولسان

في مثل هذه الأيام رحل عنا الإعلامي والمثقف و الدبلوماسي المناضل محمد فاضل البشير إسماعيل . كان رحيله قبل ثمانية عشر سنة بالعاصمة لندن وهو يؤدي واجبه كممثل للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب .فاضل إسماعيل كما يناديه البعض ، عاشرته عن قرب في ميدان العمل سواء بفرنسا او بوزارة الإعلام . كان رحمه الله مدافعا قويا عن حق وهموم شعبه وقضيته بكل صدق وتفاني وشجاعة بكل محطة دبلوماسية وإعلامية .

عرفته ،دبلوماسيا مباشرا وصريحا في طرح افكاره، صارما ، عنيدا في الدفاع عن آراءه و قناعاته .كان ذالك الدبلوماسي الموهوب والحيوي والمقنع المعتمد في طرحه ،على قوة الحجة والبراهين التي تجعل القضية الصحراوية الاكثر عدالة ، وجبهة البوليساريو الحاضرة دوما بقوة على ساحة الفعل الدولي

عرفته رحمه الله ذالك الكاتب و المثقف والإعلامي بدرجة عالية من الإتقان أسلوبا ومنهجا ونظرية، وسعة وثراء في المعلومات، وفهم لتطورات العالم ..فاضل إسماعيل كان نموذجا للعمل المنظم ، أحد مؤسس المدرسة الإعلامية الصحراوية التي لعبت دوراً كبيراً في التعبئة والحشد والتعريف بكفاح الشعب الصحراوي ، كان حريصا رحمه الله خلال توليه مهام وزارة الإعلام الصحراوية أن يتم تعزيز النظام الإعلامي الوطني بأساليب فعالة متجددة ومؤثرة إيجابا على تطورات القضية الوطنية ، باحثا دوما عن أساليب تجعل من تلك المدرسة الإعلامية الصحراوية التي بنيت بالدماء والمعناة ساحة قادرة على التأثير ، متماشية مع تطورات العصر .

لم يكن الشهيد بالتأكيد يؤدي وظيفته على النمط التقليدي، لقد كان مجدداً ومبدعاً في عمله ، غايته كانت كيف يضع تطورات الكفاح الصحراوي أمام عيون العالم المضلل أحيانا ، واتذكرفي هذا المقام ، كيف عرض علي أول مرة فكرة تأسيس وكالة الأنباء الصحراوية والإشراف عليها ، وبمجرد أن إقترحت عليه بعض الأسماء حتى باشر الإتصال بهم بتنسيق مع بعض الأصدقاء الذين ساهموا في فكرة ولادة أول وكالة أنباء صحراوية في التاسع والعشرين من سنة ألف وتسعمائة وتسعة وتسعين .

الشهيد محمد فاضل لم يتردد يوما في التعبير بإسم شعبه عن إرادة الطرف الصحراوي تعزيز مفاهيم وقيم التسامح بين الشعبين المغربي والصحراوي ،مجسدا ذالك في كتابه “رسالة إلى اخي المغربي” حدد فيه ملامح علاقات ثنائية أخوية صادقة بين الدولة الصحراوية والمملكة المغربية ، مفندا تلك الصور الكاذبة والمنافية للحقيقة التي إشتغل الإعلام المغربي على ترسيخها في أذهان أبناء الشعب المغربي .

بخلاصة فاضل إسماعيل يبقى رحمه الله قامة وطنية نوعية : مثقفا ، دبلوماسيا محنكا، وعلما بارزا من الاعلام الوطنية والفكرية . فاضل إسماعيل مع الألاف من أبناء شعبنا ،هو نموذج المثقف الصحراوي الذي يسجله التاريخ اليوم من الأوفياء الذين تمسكوا بحق شعبهم في الحرية والكرامة .

في وقت بدأ التاريخ الصحراوي يوثق أسماء شهداءنا، هو اليوم كذالك ينكس تلك الأوساخ التي تراكمت حتى بدأت تدافع عن المهانة والظلام.

اليوم يطرح التاريخ الصحراوي سؤلا واحدا : أجب بنعم أو لا. هل أنت مع الإستقلال والعيش في عزة وكرامة ؟ أم مع الخيانة والإهانة ؟ ليس للحياد مكان في الجواب على مستقبل المصير. التاريخ لا يرحم ، وستبقى مسيرة كفاح الشعب الصحراوي ، ساحة الامتحان الكبير،إما مع الأوفياء والخالدين أو مزبلة التاريخ إلى أبد الاَبدين.

رحم الله فاضل إسماعيل وجميع شهدائنا الأبرار ،والمجد و الخلود للأوفياء والذل والعار للرذلاء

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق