كتاب وآراء

الشعب الصحراوي يحكم قبضته على النصر ويهيئ دولته…

بقلم حمدي حمودي

ربما يبدو العنوان مبالغا فيه ومتسرعا بالنسبة لمن هو خارج نطاق هذا الشعب العظيم، ولا يعرف طباعه وصفاته وخواصه، ولكن المهم هنا ليس الآخر، المهم والأهم هو “نحن”.
ما هي الكلمات التي يمكن التعبير بها عن هذه الهبة التي هي العمود الفقري الصلب وهي النسغ الذي يتدفق في عروق شجرة النصر ويغذي أغصانها كي تورد وتزهر وتكون قطافها الحرية والاستقلال.
ما هي العبارات الأنسب لوصف تلك الدماء الشابة التي تجري ساخنة في بدن شعبنا الشاب الغاضب، المنفعل، المشتعل.
ليس هناك أبلغ ولا أنسب من الأرض الصحراوية التي تتصحر وتشتد ولكن عندما تمطر السماء لا تجحد، بل تجود بأجود وأنفع وأجمل نبات وتلبس رمالها وهضابها وسفوحها ثوبا لا يمكن وصف روعته وجماله وتتطاول رؤوس جبالها من بعيد بكبرياء وأنفة.
إن ما لا يعرفه الآخرون ويجهلوه هو القلب الصحراوي الأبيض الذي لا يحمل الضغينة ولا الخديعة ولا المكر بل ينبض بالكرامة والعزة والأنفة والشهامة والبسالة والشموخ والرفعة والكبرياء والنبل وكل صفات القوة والصلابة والترفع عن الدنايا والصغائر.
لقد حرمت البشرية لسنوات طوال من صفات وعطاء هذا الشعب وحان الوقت كي ينتزع حريته واستقلاله كي يجود ويكرم ويؤثر ويجد ما يقدم فقد عاش أجداده ويدهم هي العليا بما وهبهم الله من خيرات تفيض.
ما يمكن أن يعبر به اليوم هو أن هذا الحدث هو انطلاقة للثورة من جديد
لا تشبه 1973 بل لا شبيه لها إلا نفسها.
إنها تنطلق ولديها جيش من كل رجال أهل الصحراء الغربية فلم يبق في المخيمات إلا النساء والأطفال وكان التنافس يشتد من أجل التسجيل أولا للخروج الى التدريب بسرعة للقدرة على تلقين العدو دروس التضحية والشهادة والقدرة على النصر.
إنها تنطلق في هجرة نحو الجنوب لم يسبق لها مثيل في التاريخ فالمناطق التي تنشب فيها الحروب يهاجر أهلها خوفا والمحظوظ منهم من يصل الى أوروبا.
في حين رجال أهل الصحراء بأطبائهم بمهندسيهم بشبابهم بكهولهم وحتى النساء يهاجرون الى مخيمات العزة والكرامة لتحرير الوطن.
إنها تنطلق والدولة الصحراوية قائمة الأركان وثابتة القواعد ولها مؤسساتها ككل الدول.
دولة نجحت في صنع روح الأنسان العظيم وعقله وفكره وسلح بالقناعة الراسخة والثقة الكبيرة في قدرته على النصر.
نصف الشعب الصحراوي نساء ليست كالنساء بل هن يملكن القدرة مثل الرجل تماما في تسيير دواليب الدولة الصحراوية سائقات، أستاذات، معلمات، مديرات، مربيات، طبيبات، ممرضات ودكتورات في كل مجلات الحياة، وحتى وزيرات إنها الثورة الصحراوية الماكنة التي أسست لهذا الحصاد الذي نتج عنه القدرة على حسم النصر.
ستكون هذه الهبة ثورة جديدة لم يسبق لها مثيل ليس في القتال فقط بل في حسن التنظيم وحسن التسيير والقدرة على بعث الروح من جديد في التعليم والصحة والإعلام والإدارة والمؤسسات في جو من الحماس الإيجابي الفعال الذي سيبهرنا نحن قبل الصديق والعدو.
الشعب الصحراوي الآن سيقفز قفزات عملاق في تسيير دواليب الدولة بالطرق العلمية الحديثة التي ستكون عنوان المرحلة في تسيير الداخل وسيكون محظوظا من سيعيش في دولة أهل الصحراء الجديدة.
مئات المتطوعين الذين كانوا يعملون في الغرب يتجهون اليوم لتحرير الوطن والرفع من مستواه العلمي وستكون فرصة للشعب الصحراوي ولسواعد أبنائه أن يهيئوا للدولة التي ستنتقل الى الأرض بسرعة على قدم وساق فلم يبق وقت.
إننا لا نتحدث من فراغ فالشعب الصحراوي سيصنع المستحيل وسيكون مفخرة لشعوب المنطقة ورأس حربة ليس لحرية الإنسان فوق أرضه بل إنسان المستقبل الذي ينافس ويفيد ويقدم.
فلا نامت أعين الجبناء والمتخاذلين
وكل الوطن أو الشهادة
بقلم: حمدي حمودي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق