كتاب وآراء
بعد اقبار طويل تعود قضية الصحراء الغربية الى مقدمة صفحات الصحف العالمية
بقلم: عبد الرحمن بدة
تعد قضية الصحراء الغربية كإحدى القضايا المطروحة على جدول أعمال مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة منذ العام 1963، في انتظار نية صادقة لإنهاء حالة الاستعمار، التي ما يزال يعوقها التعنت المغربي وتقاعس المجتمع الدولي في فرض حل نهائي لهذه القضية التي واشكت نصف القرن. ويتفق المراقبون و المتابعون للشأن الصحراوي أن إطالة امد هذا الصراع سيمدد حالة الظلم و الحيف التي يعاني منها الشعب الصحراوي منذ سنة 1975، مما سيؤثر سلبا و بشكل خطير على مسببات السلم والأمن في منطقة شمال إفريقيا، كما قد يصل تأثير تردداته و بشكل عميق على مستوى علاقات الجوار مع الدول الأوروبية. بعد اتفاقية مدريد الثلاثية و الغزو المغربي للأراضي الصحراوية، سارع هذا الأخير الى بناء احزمة رملية، محصنة بالأسلاك الشائكة والالغام للتخندق من وقع هجمات اسود الساقية الحمراء ووادي الذهب خلال حرب التحرير في الصحراء الغربية، والتي ذاقت خلالها القوات المغربية أمر الهزائم. ومنذ ذلك الحين غابت القضية الصحراوية عن وسائل الاعلام العالمية و ظلت كذلك الى زمن قريب حيث برزت العناوين بالخط العريض التي تتحدث عن قضية الصحراء الغربية بشكل لافت للأسباب التالية: العلاقات الثنائية الاسبانية – المغربية والاسبانية – الجزائرية تسوء و تتوتر بشكل كبير ثم الرفض القاطع للبرلمان الإسباني للتغيير الجبان لسياسة الرئيس سانشيز بشأن القضية الصحراوية. كان لها الدور الهام في ابراز القضية الصحراوية على مستوى الواجهة الإعلامية و كلها أحداث عاملها المشترك يكمن في غياب الشرعية الدولية في قضية الصحراء الغربية. كل هذه الاحداث دفعت بالصحف العالمية المرموقة مثل: الموندو، البائس، الاسبانيول، القدس العربي، رأي اليوم، نيويورك تايمز و غيرهم الى عرض و تقديم على صفحاتها الأولى تحليلات سياسية معمقة لقضية الصحراء الغربية. إن قضية الشعب الصحراوي العادلة، إلى جانب القضية الفلسطينية، تظلان قضيتان تتطلبان بشكل عاجل قرارات عادلة تلبي تطلعات الشعبين المظلومين. وإلا فلن يكون هناك سلام ولا استقرار في المغرب العربي ولا حتى في الشرق الأوسط. و خلال كل هذه السنوات حاولت المملكة المغربية دون جدوى تزييف حقائق تاريخ الصحراء الغربية وتشويه ثورة 20 ماي و جبهة البوليساريو من خلال تلفيق التهم الواهية فتارة يتحججون باعتناقهم الشيوعية التي قد تؤصل المد الشيوعي في المنطقة و تارة أخرى يتهمونها بالتعاون و دعم الجماعات الجهادية و الإرهابية كحزب الله مثلا إضافات الى أكاذيب و اتهامات أخرى اقرب الى الافتراء و الكذب الماجن. الى جانب الحرب في أوكرانيا، أصبحت المواضيع المرتبطة بقضية الصحراء الغربية مادة إخبارية دسمة تتناولها وسائل الإعلام الدولية المختلفة بشكل يومي عبر القارات الخمس. لم يعد العالم بذلك الغباء الذي لطالما عامله به النظام المغربي المتصهين، فلقد بات من المستحيل تغطية الشمس بالغربال، فقريباً ستسطع شمس الحق و سيضطلع العالم كله على حقيقة الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الصحراوي فوق ارضه المغتصبة حينها سيرفع صوته عاليا مطالبا بإنصاف و احترام العدالة والشرعية الدولية في إقليم الصحراء الغربية المحتل من طرق النظام المغربي الجائر منذ العام 1975.
بقلم: عبد الرحمن بدة
بقلم: عبد الرحمن بدة